الاثنين، 28 فبراير 2011

مَناعة مِن كُلِّ شَيء

اليَوم وأنا بين أحضان سريري والبُكاء الذي استمر لساعات مُتواصلة ، سمعتُ اهتزاز هاتفي فإذا به أخي ، أردف قائلاً " بحة بصوتك ذات جرعة متزايدة ، إذاً ماذا حدث ؟ " ، ابتسمت و حاولتُ تأكيد الأمور له بأنَّ لا شيء في داخلي ، وبحتي هيَ المعتادة ولكنِّي كنتُ نائمة ! اكتفى بأنْ يَقُول لي
( أمون ، كبر الخطا مـا كل عذر يغطيه / مثل التعازي ما ترد المصيبة ) . . وأقفل الهاتف !

وجعلني أناجي نفسي
ما الذي حدث ليقول لي تلك الجملة ! حَمد ، أظنْ بأنَّ الحياة الآن تلعب معي لُعبة جَديدة ، فتختبئ أنتَ عنِّي متى ما شعرتْ هيَ بحاجتي إليكْ ! جَميلةٌ هيَ الحياة ببضع جُرعة حنينْ لكْ ، ومَناعة من الصداقة والعلاقات المُتعمقة !

لا حُب ولا صداقة في زمَن كهذا !

لَمْ تَكُن الوَحيْد الذيْ يُبهرني ، ولَم تَكن أنتَ السيد الوحيد الذي ارتاد أزقتي الخاصة ، ولم تَكن الوحيد الذي جعلني أعتزل العالم أجمع ، لستُ من هواة الهاتف النَقال أبداً ، قد يكون إدماني للبلاك بيري شيء طبيعي ، ولكن أنْ اتصل أو أرسل مسجاً من نفسي أمراً قد يكون مستحيلاً إلا في حالات معينة !

لَدي سَاعة لأكْتب فيها بعض ما يزعجني ، لستُ بحاجة لأنْسج عن خيانة صَديقة لي ولا صدمة أخْرى لقلبي ، ولا إلى من انتهكت حُرمة طبيعتي ، كُنتُ كالعادة أنام بجوار حُمَّى الوجع ، وكنتُ مصابَة بمرض غير عادي يَزورني كُل ما شعرتُ بالفراغ ، أظنكم غير فاطنين لما أتحدث ! وهذا ما أريده !!

أشتهي الكتابة اليوم ، لأفرِّغ ما في نفسي ، فتعاملي مع الجميع كان مخزياً بالنسبة لي ، فكنت نافرة من الجميع دون حدِّ سواء ، كنت أعاتب ! وأتكلم بغير أسلوبي الذي عهدوه ، لم أكن إلا البطلة في مشهد لم يكن من حقِّي التمثيل به !

تَلقَّتني الصَداقة وجعاً تلو خذلان ! وفي كُل مرة أسقط بعيداً عنهم وكأنِّي أدين للقدر بلحظاتِ من الإمتنان ، والتي لم أكْن قد أحترمتها ، بل ألصقتها تحت قدمي ومشيتْ بتبختر وكأنِّي كنتُ واثقة بكل ما أعْمل ! لم أكُن على ثقة بالعمى الذي أصابني ! لم أكن أشعر بالأبيض والأسود الذي أحاط بي !

مَهلاً ! ألم أخبركم ذات يَوم
بأنَّ كُوب مِن المُوسيقى - مِن أي نوع - ، و صَحنْ مِنْ صَوت أصابعي على الكيبورد ، قَد يُهدأ مِن ثورة جُوع ما أشْعر به ، فَكرة جميلة أليستْ كذلك ؟ أنْ أكُون مُتيَّمة بهوى نفسي ، أنْ أعْقد صداقة مَتينة مع قلبي ! أنْ أهتم بشكلي الخارجي ولا أنْسى مَضموني كذلكْ ، أنْ أفعل كُل ما أريده دُونَ الرُجوع إلى أيْ شخصْ ! دون المَعونة ودون طلب المَشورة كذلكْ !!

أيتها الماثلة هُناك
لاحظي أنِّك وحيدة !
اختناق ! فيصمت قلمي ويأبى أنْ يُكمل المَسير هذه الليلة .


السبت، 26 فبراير 2011

طفل في داخلي

وُلِدَ طِفْلٌ صَغيرٌ فِي داخِلي ، ونَمى فِي أحْشائِي ، ومالتْ عَليهْ أغْصَان المَراسيل العَقيمةْ ، كانَ طفلي هُو السَعادة السَرمدية فِي نَفْسي ، وهو الكَنز النَاشدُ عَن ضالتيهْ ، كَان المَاضي والحَاضر والآتِي ، يَرمِيني بِحنقْ وَتأففْ أنْ أرْمِي بالقَلم وانتْبه لهُ أكْثر ، ولكنِّي أسْرح فِي عالمْ ما اكْتُب ، آهٍ مِنكَ يا طفل لو تعلم كَم تَلوكني الأبْجدية ، وَكم يمضغني القلمْ !

تائهة أنا اليَوم وأقْسم أنِّي أكْره مَنظر رَجُل تَضعهُ المرأة خاتم فِي إصبْعها !
فلا فائدة لا مِن شنَبه ولا حَتى رُجولته المُتباهِية أمامَ الرجال ، فَهو غير سَوي بنظر النساء !

الخميس، 24 فبراير 2011

حَنْجرة مَشروخَة

.

.
.



أ لِأنَّنِيْ ظَنَنْتُك جُرحاً غائراً في جسدي كُنتَ تَنوي قَتلي ؟ أ لِأنَّنِيْ شَككتُ بكَ حُزناً مُفاجئاً استوليتَ على قلبي ؟ أ لِأنَّنِيْ نظرت إليكْ فشعرتُ أنَّك حُلماً مُباغتاً / مُوجعاً / مُراوِغاً كذلك ، ها أنتَ تَؤول إليْ ؟ سُحقاً لكل شَيء وأهْمهم ذاك الهَوى الذي استْكان فِي جوفِي وضَاجع قلبي ! حتى وإنْ كُنتَ يا سيدي ما بين الماضي والحاضر ، حتى وإنْ كنت قابع في أقْصى نُقطة فِي مُسْتقبلي وأدنْاهم فِي مَاضيِّيْ ! إلا أنَّك قَدرٌ مَوشُوم داخلي ، لا تَبديل لَـه !

سَيدي ، قِيلَ ذات يَوم - إنْ تأتي مُتأخراً ، أفْضل مِن أن لا تأتِي أبداً - ، لا شَيء يغدو جَميلاً بعد أنْ يَفوتُ أوانه ، فلا العزف على تلك القيثارة يُفيد ، ولا قُبلة سُنِّ الرُشد ، ولا حَتى جُنون مُراهقة يعترينا ، ولا سُطورٌ مِن حُروف اعْتلتْ عُروش الثَمالة ! وأنا أقُول اليوم لكْ - إنْ لم تأتي مُبكراً ، فمن الأفضل أن لا تأتِي أبداً - ، فأنا لم أعُد بحاجة إلى أرواح تَقمصت أدْوار الغياب ، ولا إلى شَخص مارسَ الوُلوج إلَى رحم السعادة في داخلي وبتره ، وتبديله بآخر مليء بالحُزن والجرح النتىء !

يَنْفلتُ القَلب فَيهمسُ بخفَّة صبراً ثمَّ صابر ، ويُقبِّلُني حتى لا انْحرف عَن مَساريْ ، جَلْ مَا كُنتَ تتمَناه أنْ يَموتَ هذا القلب الذي نبض لأجْلك ، وأقل ما أتمناه أن تَنْفك الذاكرة مِن اسْتحضاره أمامِي ، لأغْدو ذاك الحاضر الغائب وليس عكسُه كما الآن ! يا ذاكرة كفاكِ شُحوباً وانتحاباً ، كفاكِ سَواد صفحة ملييئة بهْ ، كفاكِ طُغياناً نكث عهده و رَحل .

لم أذْكرني ؟ مَا الجَدوى مِن ذكر شخص من عداد المَوتى ؟ قيل ذات يَوم - إكْرامُ الميت دفنه - ، فبربك كفاكَ شنقاً لما اكتب ، وكفاكَ غُروراً لما أهُديه لك ، وكفاكَ تمزيقاً وتنكييلاً لقلب لا يَخلو من الحَسد ! راحلة إلى البعيد حيث لا أحْمل سِوى حقيبة مِن مَجهول يتربصُ بي ، وطعناتٌ تنتظرني وأزِّقَة ضيقة تنتظر وُصولي وبلهفة .

قررتُ ذات يوم وقُلت ( والله لن أبْكي مُجدداً عَلى أيامِ مُخادعَة ، والله لن أشْكي النَدامة ، واللهْ لن أصَادقْ ذاك الطعم المُر العلقمي ، والله لن أتحدث عَن جُرمٌ ارْتكبته مراراً في الماضي ، والله لنْ أندم عَلى كِبرياءِ زَهدتُ به ورضختُ تحت أقدام الجُوع بكْ ) ! لكن سُحقاً لي ، لأنِّي ما التزمتُ بما قررتُه !!

ثَائرةٌ أنا اليَوم ، مُتمردٌ قلمي ، خسرتُ كُلَّ شَيء والأهم كانت نفسي وتلاها قلمي ، كلانا يتحدث من حنجرة مَشروخة ، ولكن حْنجرتي كان لشرخها مَجرى الأيام المُدَّعية ابتسامة سُخرية في سَبيل اقْتناص ابتسامة أخْرى من الحياة ، كلانا ابْتز الألم ولكنَّ الفرق بين ابتزازي وابتزازكْ ، هو أنِّي وقفتُ في المُنعطف / المُنتصف رغم أنَّي لا أمْلكُ مِن القوة ما يكفي لأظلَّ واقفة / شامخَة ، مُدَّعية ( الأمان ) ؛ للبَحث عن ضالتي المَنشودة ، وأنتْ كُنتَ هُنااااك حيثُ البعيد ، حيث كُنتَ تُمشِّط ابتساماتي ، حيثْ كُنتَ تَبيع مُنتجاتْ يتوافدون عليها ليمارسون الخُذلان بها ، ولأنَّك أذى عليهم ، يَجب أنْ يتم إماطتك ابتعاداً عن الأذى !

كُنت هُنا الأصدق بكل شَيء ، إذَا وَجَدْتَ الله .. مَاذَا فَقَدْت ؟ وَ إذَا فَقَدْت الله .. مَاذَا وَجَدْت ؟ ، فقيرةٌ بكَ يا رجل ، مُتسولة إليكَ يا قلب ولكنِّي غنيةٌ بكَ يا الله ، مهما كان الجميع مُتحالفاً معك ضدي ، ومهما تَعاون الجُرح والألم ليمضغوني بين أسنانِ نَخرها سُوس الكَذب ، ولكنِّي الوَحيدة التي تلبَّست الطُهر فَوق الدَنس !

الأربعاء، 23 فبراير 2011

صباحُكَ جنَّة

عِنِدما تَختبىء الشَمس وتجعلني فِي هيئة الهَيكل الساقط على الأرضْ دون حَراكْ ، أيْ أنْ يُغْمض قلبي بصَيرته ، وأمْشي فِي الطريق دون الإلْتفات على تلك الضِفة التِي جَمعتنا في ذات يَوم ، حَمد لِصوتِي بحة غريبةْ تَخرجُ مِن حَنجرة تَبكيكَ في كُلِّ ليْلة ، ولصوتِي كذلكْ الرغبة فِي البحثْ عن حياة مليئة بالدفء وأطفالُ أحلام يُداعبونا متى ما اشتقنا إلى مُحبينا .

هَذا الصَباحْ ؛ مثلتُ هناك دون أنْ أحرِّكَ جَسدي وعيني وكذلك قلمي ، اكتفيتُ بتشكيلكَ على تلك السُحب ، اكْتفيتُ بالتطوع لأنْ أقُوم بكل شَيء ! أنْ أحُبكَ وأجمِّلُكَ بيني وبين نفسي ، وأعشقكُ وأغار عليك وأتنفسكَ وأدمْنكَ وأرقُصك وأداعب خُصلات شَعركْ ، وأمارس عاداتي الفوضوية مع قلبك ! كي تغضب وتقول - آمنة لازلتِ تلك الطفلة التي أسيرُ فوقها وأقبع بين زواياها دون الخوف من خُبثها - فأجيبكَ بإبْتسامة عَذبة أُقَطِّر بها وَجْهك ! ومن ثُمَّ تُكمل - جِئتُك وأنا ظان بأنِّك غَدوت أنْثوية كما كُلَّ الفتياتْ ، ذات قوامِ جَميلة ، بيضاء حسناء ذات عينِ ناعسة ، ولكنَّكِ كما أنتِ والأهم أنِّك لا زلتِ تلك الطفلة التِي علَّقت نَجمة لامعة في صدري ذات طُفولة ، ومن ثمَّ أخرى فِي سن المراهقة ، وها أنتِ اليوم بلغتِ سُنَّ الرُشد و لم تكتفِ -


صَباحُكَ جنَّة يا رجل سَكن داخلي وقبع في قلمي وكان من صُنع خيالي !





عَلَّلتُ صمتك بِ . . .

أحْببتُكَ كثيراً رغم الشك الذي ساورني مراراً بأنَّ هناك من كانت سيدة قلبك ، أحببتُكَ والنتيجة هي أنِّي عَذرتُ غيابك وصمتك وعَلَّلْتُ ذلك بُكل شيء وأهمهم إرهاقك وكسلكْ ، كُنتُ أريد أن تلتقي عينانا لأردد لكْ كَم من الغياب سَكنت فيهَا أحلامي وكم مِن الفراق لوحَّت لي عند بزوغ الشمس ! لم أتطرق يوماً سوى لأن أجمِّلُك بكل شيء ! ولا زال قلمي يتلعثم بأحُبكَ .




هذيان الروح

تَصور مالذي حَدث بهذا اليَوم ؟ تَخيل هَذيان الروحْ فِي وَسط الإنْسلاخ ! تَمَّهل لتسمع بحَة صَوت الألم القابع فِي أدنى نُقطة مُمْتزجة بِمُعْتقل الحديثْ ، ضَع عَينك عَلي لترى تَبعثر تلكَ الزخَّات المُتمردة التِي نضبت عطاءاتُها عَلى ذوي الوُجوه العابسة .

حَمد ؛ لا أعْلم حقاً سر تلك الامْنية ولم أذق نكهة الغياب إلا في حضرة الشتاء ، ثمة بَوح في قلمي وفتات شَوق أتناوله متى ما شعرتُ بحاجتي إليكْ ، ورغيفٌ من العشق اليابس أطْعمه قلبي ليتناول بعد ذلكْ جُرعة دَواء بقُربك وحتى وإنْ كان بمسماه الأخر ( بُعدك ) يا سيدي .

أتُوق لأن أكُونَ مُصابةٌ بكْ ، مُدْمنة الرقص فِي حانتكْ ، أسْكُر متى ما شَربتُكَ وثملتكَ بعد ذلك ، لم يَعُد بمقدروي النظر إليكْ ، لستُ بحاجة لإعادة شريط الأحزان لمُجرد فراقكْ ، فلا أظن أنَّ الألم سَيُعيدكَ مُجدداً لي ، وربما غَدقتُ أنا بسبات طَويل ، وكُنت ذات يوم في منتصف القلب انتحب ! وها أنا اليوم في مُقدمة الحرف أبتهج !









الثلاثاء، 22 فبراير 2011

وَطن وحاكمة مُتسلطَّة

عَلى كُلِّ حَال - يَجب - علينا أنْ نُمارس افْتعال المَزيد مِن الضحكات ورَسم الكثير مِن الإبتسامَات ، ليس لأنَّا أغبياء ! بل لأنَّ أحدهم كادَ أن يضرب قَلبي ويقذفهُ بحبِّ شَرقي مَدفوعٌ إجارهُ بكآبة لا يُدركه إلا مَن على شاكلته ، كَالعادة سَطحيةٌ علاقاتِي مع الجَميع ، ليس لأنِّي مُختلفة كُلياً عَنهم ، بل لأنَّا لا نُنْتِقن مُمارسة التَسلط على وطن كان شعَبه مُتمردون عَلى الحُكم ، يتنفسون بلا أنفِ الوجع ، ويتكلمون بلا فَمِّ المُستحيل ، ولا زالوا قيد مظاهراتِ لَيمشوا في طريق الشَوق ، ولا زالتْ تَرديداتهم تَصدأ فِي أذني - الحُرية ! -

كُنتُ غبية حين لم أسمح لشعبي بالتحليق دون جنحان !
حَمقاء لأنِّي قصصتُ جُنحانهم ونَتفتُ أمانيهم ودون شُعور بترتُ لسانهم كذلكْ .









قَتل المَشاعر بسبب الكبرياء

آمنتُ بأنَّ البُرود يقتل الكثير ما بدواخلنا قبل أنْ يَصل إلى النُور ، وآمنتُ كذلك ، بأنَّ الكبرياء الذي تلَّبسني هذه الليلة قد يَكون سببْ إبادةَ مشاعر كانت على وَشك الخُروج دونما مَرجع ، وآمنتُ أيضاَ بأنَّ الحياة باتتْ تَزدحم وبأنَّ الأيام تَجري دون أنْ تنظر إلينا ، وآمنتُ بأنِّي فتاة قامتْ ب وضع أبْجديتها على رأس ذاك الرجل ، ف وصلتْ دون أنْ تشعر إلى كتف الحُزن المُبجل ، ومن ثمَّ سَقطت إلى أحضانْ غيمة مُمْتلئة بالغرق ! صَدقني لنْ أحْكي ولنْ أتمرد ولن أبَرر لكْ ! لستُ ب حاجة لأقُول بأنِّي أمُوت بالثانية كما تَموت عقارب الساعة كُل ما استوطن القدر نصيب أولئك ونحن نُردد ب صدرِ رحبْ - لنْ يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا -

أنا وأنْت ، كالشَمس والقمر تماماَ ! نَرتدي الثياب ! ولكنَّنا نتجنب المواعيد رغم علمنا ب بأنَّك حتماَ ستكون هناك في تلك الساعة وفي تلك الثانية ، خوفاَ من أنْ تجمعنا الأيام المُخادعَة من جديد ، صَدقني لو امْتئلتِ الأرضْ عشقاَ ، ولو قَدمتَ لِيَ طبقاَ من الحُب ، فلن أهْديك المَغفرة أبداَ ! ليسَ لأنِّي قاسية القلب ! قطعاَ ؛ بل لأنَّ جُرحي لا يزال ينْبض ! فهو لم يتخثر بعدْ ، وخَطيئة البُرود التِي اكتستكَ فِي حضرتِي لن تغتفر بتاتاَ !

أتْدري بأنَّ البُرود ينحر كُل شَيء ؟! ك إياي ! نحرتني هذه الليلة أمامَ نفسي أقلَّه ، وهو أشد مرارة من أي شخص هناك ، ف مذاق الخيبة مُرٌ علقم ! ولا يستساغ أبداَ ، هل أجرمتُ هذه الليلة لأنِّي قررتُ أنَّي لن أتواجد حيثُ تتواجد أنْتْ ؟ هل أجْرمتُ حين كان كبريائي سيدي هذه الليلة ؟! هل أجْرمت حين قررتُ أن ابتعد عنك ؟! لأنَّ وُجودي قد يكون عقبة في طريق كلينا !

كان يَجب أنْ أخْبركَ ، بأنَّك رغيف يشتهي قلبي تناوله ، ولكنِّي أخافُ الإفطار على مائدة الغواية ، فكان علي أنْ أزهد بكل شيء حتى أنْت ! خَسرنا معاَ ! والأَمَر من ذلك كُلَّه ( أنَّي خسرتني قبل أنْ أخسركْ ) والضحكة المُستثيرة للإشمئزاز والمثيرة والتِي أظنَّها سَ تُخلد في ذاكرة كلينا ! هُو أنَّ بُرودك واقتضابكَ للكلام والذي كان يوماَ عشقي ! هو سبب عزوفي عنكْ ! أرأيتَ القدر ؟! جعلني اعترف بكل شيء أمامكَ اليوم ، ومن ثمَّ أباد جُرحي عند كلمة " تُصبحين على خير " . .

صدقني لا منجى من ذاكرتي وانا على ثقة بأنَّك سَ تتبع ما اكتبْ ، فليس هُناك ألمْ يُعادل ألم قلبي ، وليسَ هُناك جُرح يُساوي جُرح كبرياء أنْثى لِ رجل شَرقي ، وحتى إنْ كان الغياب منطقياَ - ب نظرها هيَ على الأقل - ، ف ذاكرتي لا مفر منها !

أخْبرني أينَ المفر من ذاكرة تتصارع الأبْجدية في دواخلها !

عُزلـة

هُناكَ أشياء قَادرة على ثَني جَسدي إلى رُكبي ، والسُقوط تحت أرْجلُ الحُزن ، والخُضوع تحت سِلسلة من البُكاء ، سَيدي فقدتُ رائحة التصاقِكَ بي ذات يوم ، وفَقدتُ نَكهة كتاباتي التي تَخصُك ، ف صار الغياب عادتكْ ، وكأنَّك ترتدي زياَ ل تختفي من أمامِي ، وكأنِّي مريضة ب داء سَ ينتقل لكَ لا محالَة .

أتدري بأنَّك تنهمر ب داخلي بإستمرار ؟ أراقبكَ وأراقب تصرفاتك وما تكتب ؟ الخُلود معك في أبسط الكتاباتْ هو مَا أتمنى ، أتدري من أنتَ ؟ أنتَ النار التي أضرمتها بيدي في نُزلي ، وأنتَ الثُقبُ في قلبي ، والمرض الذي يكتسح جَسدي ، أتدري بأنَّك حكايَة مَمْشُوقة بالخطايا ؟ مَقطوعة اليدين ، موصولة إلى لساني دون مستقر لها .

أيا ليتَ النسيان يهطل علينا مطراَ دون توقف ، ألاليته يُنهي حكايات نَسجناها ب عقولنا وأبينا أنْ نُنْهيها ، أوقعنا أنفسنا في فخ الأوهام ، لا أدري ما الفراغ الذي أوقعتُ نفسي في قبضته ، وما الحزن الذي نَسَجَتْهُ أنا لي هذه الليلة ، هل سأنام مع جرح مُؤجل ؟ أمْ مع ذكرى طويتها في دفتْر بني ؟!

ما أنَا سِوى اليتيمة بكْ ، والمَشلولة منك ! والمُتيمة بك ومنك وإليكْ ، ما عُدت قادرة على الحَراك ، فها أنا اكتب وأنا على الكُرسي المُتحرك المَربُوط بِ حبلِ من الآلآم ، فَ تتهالكُ الفُرص أمامِي ، والأمْنيات تتعلق بِ وُجوههم ، وأقف أنا بعيداَ عن ظلمة المُجازفة !

صدقني سيدي !
أنا من سترحل بعيداَ ، لِ أتيح لكْ فُرص البقاء ، وسأهديكَ أهمية ما أشعر به وب عُمق ، نهاية حديثي لِ هذه الليلة ( ما أنتَ سوى ذاك القمر الذي يُبدِّل أمنياته وفقاَ لما اكتب ، وما أنا سوى تلك النجمة التِي لم أنطق سوى ب رفرفة حمام زاجل رُبطت رسالة على رجليه )

حلق إليْ ، فأنا أدمنتك مُذ صادفتكَ أول مرة
وقبل أن القي السلام عليك ، وقبل أن تُلقي نوابل الإعجاب لما اكتب كذلكْ . ,



سأنامُ على سَرير مَمْزوج بألحانِ من العُزلة

الاثنين، 14 فبراير 2011

كَلامٌ كَثيرْ يَخْرجُ مِن فَمِ أخْرس ، والدُموع المُتساقطة على خدِّ يتيم أطْرش ، يتحركْ على كُرسيِّ مُتحركْ ، دون الرغبة بالتَدوينْ أكْثر ، كُل ما يُكتبْ هُنا ( يَخُصُّه ) ، أودُ لو أخْبرهُ عن حزني ولوعَتي ، عن بَكَمي وانْتظاري ، صِهْ صِهْ ، كيفَ لِي أنْ انْظر إليهْ بِ جُرأة مُستوحاة مِن نبضٍ زائف وأنا التِي تعلم بأنَّ الأحلامْ لا تَكتمل بتاتاً .

لَيسَ هُناكَ أسْوء بأنْ لا نَحترمْ عُذرية المَشاعر ، وبأنْ نَنْتهكْ الإحترام بكل بساطةْ ، مَهلاً فَ كُلُّ الأمُور سِيانْ ، فَ ها أنا لازلتُ أتلو غُصة تَمضغها حُنجرتي لأمْضي قدماً وأنا أردد جال الحنين في فؤادي ولم يعبر عن ما يجول في خاطريْ ، أعْشقُ كُل ما يخصني إياكْ ، أعْشق حرفي المركون في زاويةٍ لكْ ، أعْشقُ عطري والذي هُو عطركَ في نفسي الوقتْ ، أعْشق التسجيل الذي أرسلْتَه ذات ليلة إليْ ، لأستمع ل بحة صوتك وهي تُغني بأنَّكَ تُحبني .

قَررتُ أنْ أسير على مَهل ، دون أنْ أجن أكْثر ، دونَ أن أنسج الكثير من العباراتْ ، دون أن أسطر أبجدية بالنهاية سَ تُصارعني عليها العاداتْ والتقاليدْ ، لنْ أخط عن انطوائيتي ولا حتى جنوني ولا دمعي ولا شوقي ولا حنيني ! فأنا بالنهايـــة ( أنثى ) . . مُجرد أنثى تتحركْ لكي تكتب وتأكل وتدرس وتنام وتعمل ! وبالنهاية تتزوج وتنجب أطفالاً لِ تُعلمهم وهكذا دواليكْ !!

حينَ يَمُر الوقتُ طوييييلاً ، وحين يُتعبني الضجر والملل ، حين ترتعش يدي مُشتاقة للكتابة ، حين ارتشف ما اكتب على مهل ، حينَ يَطُول بيَ العُمر ، فأجدُ نفسي فجأة ب غيبوبة شعورية ، كالعادة - هاربة - فلا وطن يأويني والغربة تأكل أطرافي ! وأنا أناظر الجميع بصمت ! وكانَّ شيئاً أطبق على فمي وألجم لساني !

الأحد، 13 فبراير 2011

بدايتي لكلِّ شَيء .

خَلفَ الجِذع الأخْضر نَرتبكْ ونَختبئ ، علَى وشوشَات العصافيِر نُغردْ ونَتسابقْ ، على صَوتِ الصَباح والحنَين نُغردْ
هُناْ ؛ حَيثُ الحُلم القَديم ، والذكرى المُخيفة ، هُنا حيثْ أضعْ مشاعريْ فِي حقيبة يد صغيرة فأتأبَّطها وأمْشي دون أنْ
التَفتْ إلى ارتْعاش روحْي ، هُناكَ ثمَّة أمَانِي تتَساقط مِن دائرة التَساؤلاتْ ، وما عُدنا قادرين على الإجابَة .

سَيديْ
وَحيدة هُنا ، يَستثيرني الحُب ويَجُرُّني ناحيتهْ ، لِ نتشاركَ الحُلم ذاته على وسادة مُشتركة
ونتلحف الذكرى القَديمة ، حيثُ كنَّا أطفالاً نتسابق ، ونلعب سوياً ونتشارك الأطعمة وحتى الأماكنْ
تَذوب فِي عيني دُموع الطُفولة ، أوَد لو تَعود ، ل تمنيتُ ذلك مع اقتصاص بعض الأشياء البغيضة التِي لا أحِبُّها !
أبْقى كالعادة غير قادرة على البُكاء .

كَبرنا ولم نَعُد سَوياَ كما كُنَّا !
(a)