الأربعاء، 13 أبريل 2011

نقيةٌ نقية وربُّ الحُب

أجْمَعْنا عَلى الخَلاص ذاتَ يَوم ، وعزمتُ على تأمِين بعضْ السَاعاتْ التِي أخْفقتْ فِي الاحتفاظ بكْ ، وجدتُ الزمَنْ ما زال مُشتعلاً بي ، والجراح ما زالتُ تُؤَمِّنْ لي مكان شاغِر لأجْلس فيه مع حَنين من الحقائق الفاجِعَة ، قلوبنا مُختلفة ؛ هِي مَحضْ محطاتْ لاستنزاف مشاعر صادقِة تكفنت بسبب أحدهمْ وبحقيقة بالغة استهلكتني حدَّ إغلاق قَلبي .




حبستني خارجْ ذراعك وجعلتني أنُوح كما تنوح الطفلة تماماً حين فقدانها والدتها أو حتى لُعبة ثمينة لها ، ورشقتني بكُره تَصرف و إخلاص قد يُعلمني أنَّ المحبة مُبطنَّة بأقوال باطلة ثائرة ، سيأتي اليوم التي تلوذ بالفرار من أصحابها ، اعتقلتني وأخذتني إلى مُعتقل أنِّي نقية وربُّ الحُب المركون في داخلي ، غنية بالله منكْ ، صادِقة لو أنَّهم فقط يعلمون ، مُخلصة فِي حُبي حتى وإنْ كان الحُب في عالمكْ أعُجوبة وأسطورة قد لا يتحققان .




بأيِّ حديث سأتلو اليوم نبأي ، وبأيِّ قَول سأوْصِلهُ لكْ ، وبأيِّ أبْجدية سأخُطها ؟ فحداد رائحة الحياة جعلني أمْقتك و أختنق من قلبي المحروق بسببك ، ألا يُقال وسيماهم في وجوههم ؟ أنتَ سيماكَ في أفعالك وأقوالكْ ، تلك المُدجَّجة بتعثر خيباتنا ، كم طاب عيش الخائنين ، الذين يرتدون زيَّ الطهارة في آن ، ومن خلفنا يشيحون بوجوههم ، اعتذر أنا لم أخطئ إلا بتعثري فيك .




الوَضع كان مُحبطاً جداً ، متشائمة ، أحتاجكَ ثُقباً أتسرب منك بسببك ، أرغب أن أمشي إلى متجر ثياب أتجاوزه بسرعة البرق لأصل إلى مكتبة مُحمَّلة بكتب النسيان ، أصبحتُ صائمة عن الابتسام ، أهابُ الإفصاح عن كلِّ شيء ، عن شوقي وحنيني وكذلك كذبة وزني المليئة باللطف لك والتي غيَّرتها لفكرة علبة شوكالاتة والأطفال من خلفي يتربصون وشفاهي التي ترتجف لأنَّك ظننتَ أنَّها كهيئة الوطن الأسطورية .




حَديثيْ كان كأسئلة أطْفال مُلِّحَة ، فهو يُشبه هَمس الأزقَة السَوداء ، وهسيس الكذب بين طُرق النهاياتْ السَعيدة ، بدأتَ بالحُب ومن ثمَّ تراجعت ، وجعلتني ما بين مدِّكَ وجَزري ، فأنتَ كُنتَ كفتحة تهوية إلا أنَّ الفرق أنَّك أخذت زفيري وشهيقي وجعلتني في سُكون متوتر دونك ، فالجُرح لا زالَ كنظرة جائعة تفعل ما تُريد ، خبأتُكَ في صَدري وقد كُنتُ أستشيطُ غضباً لأدنى الأسباب ، إلا أنِّي الآنْ أضْحيتُ أبْكيك والدهشة تفوقني .




على عالمي السلام بعد أنْ وقعتُ بكْ ، يَصْعُب عليَّ العيش في عالم وأنا مُمْتلئة ببصيرة صادقة ، فالمشاهد مُوجعة والمَشاعر مُبْكية ، ففي سالف العصر والإيلام والبُكاء سَحقتني وجربتُ قطع بتلاتي ، حدَّ إيهامكَ لي أنِّي كنتُ شيئاً شهياً ومُثيراً ، لكنَّك كُنت تتحدث عن أنثى تُكنَّى بصديقة ، اسْتَعْجلتُ عُمري بكْ ولازمتني مقولة أنَّ الغد حتماً سيأتي ذات يوم وهو مُحمَل بالأفضل ، الأماني باطلة وبمن ألوذ منك إليك ؟ لم تكن سوى الملجأ الوحيد لي ، كُنتُ بذرة صالحة في أرضكِ الخصبة ، ودون شُعور وفجأة اقْتلعتني من جوفكْ ورميتني وتَجاهلتنِي كما لَم يعلمْ ويتجاهل الرجال وكَرهِتُك شيئاً فآخر كما لم تكره امرأة .




يستميلوكَ بأصواتهن ، شِئت أمْ أبيت ، لن أغفر لك تلك الزلَّة بتاتاً ، لأنَّك مُؤلم و أنتَ في داخلي ، مُمِيت في ضَواحِيّْ ، مُقيت بين أرجائي ، كنتُ أكره الأمكنة الفارغة منك ، وها أنا أنفر من الأمكنة المليئة بكْ ، يا لتلكَ الكِذبة التي وصلتْ بك أنَّك لم تَعُد تستطع أن تُحبني كأنثى عاشقة ، هه ما أجملنا ونحن بعيدي عن بعضينا ، وما أروعَنا إنْ اتخذنا من آخرين منفى لنا ، و الأكيد أنِّي سأحُوز على جائزة نُوبَل لأنَّك بقيتَ سراً لازم قَلبي وضاجَع حَرفي وخشيتُ أن أعْلِنُكَ بالعلنْ ،رتبتُ مأتمنا وليس هُناك سوى التابوت الذي سوف يضمني بكفن منكْ ومن مشاعركَ التِي آلمتني هذا الصَباح وليلة الأمس كذلكْ .




لطالما أحببتُ المُناسبات !
ومناسبتي هذا اليوم : مُدن وعَقاربُ ساعة ، ابتْعد قبل أن أكْرهكَ أكثر .

السبت، 9 أبريل 2011

صباح كسول [ حُب ]

صَباح الحب ، أمازال الضعف يمارس سلطته عليْ ؟ بالأمسْ كنتُ ضعييفة جداً أمامكْ لذا مثلت دون الرجُوع ، انسلختُ من الموت ؛ نعم كنتَ أنتْ الموت والصراخ في آن واحد ، وُشمت بي دون أن أشعر ، وها أنا أراني أتلفظ بالصراخ والمرض والهدوء نفسه ، فكوب من دواء صوتك قد يغنيني ؛ لكنِّي أخرس تارة واكتب تارة أخرى !

فقط
عُذراً لضعفي وبعض الكلمات الصادقة التي خرجت منِّي دون وعيْ
صدقني ستكون الأخيرة ، لأنَّ أطفال الحنين لا يُولدون كل مرة بل يتكاثرون بالخفاء دون علمكْ !








الاثنين، 28 مارس 2011

هشيم حرف [ صفحة من مذكرات مُطلقة ]

قِيلْ " يَجب اسْتغِلال أكْبر عَددْ مِن النِساء الغَبياتْ لنسيان امرأة ذكية " * مِيشيل أوديار ، أتَدْري يا زوجيْ ؟ أنْ يعتاد الإنسانْ على الحُزن ؛ كأنْ يَرقُص على أنْغام إيْقاعاتٍ صاخبةْ ، أيْ أنْ يعيش مُكبلاً بالذكريات ، يخلق من الصمت ضَجيجَ المفقودين ، أيْ أنْ يُرسل تعويذات من الآلامْ في حُجرات لهو الموت اللذيذ .

غَرقِتُ في سعادة الحُزن يا حبيبي ، لازلتُ أشْعر بأنَّ الحنين يلاعب شفاهي ، والمُؤكد أنَّ مفتاح بوابَة مشاعري لا يُمكن أنْ يسقط إلا بأحضان طِفلٍ منكْ ، كحمد تماماً ، كحين كان يسألني عن الغربة التي أوقعتنا فيها بين فكَّ نهاية سطرها .

صدقني يتسربل الحزن إلى قلبي ، وأنا أشرخ اللغة بمشاعر كان الخطأ اللقاء الأول وتلاه الزواج ذا بقايا الذكرى ، فقد حبستُ الدمع عمراً ، وبكيتُ تنهيدة ثكلى أبت أن تظهر حين انتهت حكايتنا ، صدقني يا عزيزي ، كنتَ مُختلف عنهم بكل شَيء ، كُنت الرجل المُبجَّل إن صح الأمر بنظري .

بكيتُ سكيناً استل في جسدي ، بكيتُ طلاقاً كان سببْ تناثر حروف الهجاء ما بين عار المجتمع وكلمات الناس المُتطايرة , و ما بين فاه جَرح الشخص و تنكيل جُثته ، أهديتني طَعنة بسكين الحياة ، جعلتني تلك الساذجة التي تضحك أمام أهليها ، تلك التي تبتسم لتقول " حتماً أخطأت الاختيار " ، كُنتَ مَشروع عُمراً جديداً ، كنتَ غُربة مُوحشة مُستحبة ، كُنتَ ذات يَوم جَحيماً يُطاق وها أنتَ الآن نعيم لا يُستساغ ، حطمتُ ذاك الصُندوق الذي احتوى على أصغر ذكرى لنا وهي خاتم زواجنا ، امسحُ دمع كلَّ حرف سَكن قريب السَطر وبعيد القلب ، تتزاحم أصابعي لتلسع وحدة غريبة ، ودمعة وحيدة ، وأشياء لم تكن تستحقها ولكنَّك أخذتها رغبة وعنوة وأمراً مني !

بكيتُ طلاقاً مغشياً عليه ، وحُلماً علَّق روحي البريئة ما بين رثائي لموت حمد ، وإغلاقكَ لأبواب قُربك ، لم يَبقى منِّي شَيء ، لا عين تُبكيك ، ولا شوارع تَصْرُخ تستجديك ، ولا حتى أبْجدية تُرثيكْ ، كُنتَ ذات يَوم ذاكرة ورق ، وأصبحت هَشيم حرف ، فنحنُ في زمن الكاذبون ، المنافقون ، الذي يتخذون من الدين طريقاً لشهواتهم .

والديْ ، تَركت قُبلة ضاجعت جُبهتي قبل فراقكَ لنا ، أرْسلتَ دعاءً معطاءً محفوفاً بالنبضِ والعاطفة ، قُلتَ والدمع يترقق في عينيكْ " آمنة ، اقْبلي به ، هُو من يلمع في عينيكِ يا ابنتي ، هُو الذي أجده بينَ طيَّات قلبكِ مُذ كنتِ طفلة تَشتهي البُكاء على أحضانِي ، هُو الأجْدر بكِ بعد مَوتِي ، هُو تلك العاطفة الأكبر التي تليني يا فتاتي "

أينَ أنتَ يا أبي ؟ لترى ماذا فعل بي ؟ ماذا فعل ذاك الذي تصورته أنتْ ملاذاً لقرة عينكْ ، تصور هُو قابع ما بين عيني وقلبي ، وأنا بعينيه يجب أن أنام بين شوارع تلك المدينة لألهو ببكائي على حمد ، وخيانته التي كانت حاضرة بطريقة مُبهرة ، هو الذي كانت كلماته تتسابق أمامكْ ، ها هُو ذا خذلني ، ألم تُخبرني أنَّه النبض والقلب والعاطفة ؟ ألم تبتسم لي ذات ليلة لِتُصَرِّحْ بأنِّي لن أكون لسواه ؟ بأنَّ قلبي يجب عليه أن يحتوي عبقاً من حنو اللهفة والحنين والعشق له ؟ ألم تأمرني قبل ذهابك بأنْ أصوغ حرفي فقط له ؟ كُنتَ يا أبي مُتطهراً بآيات الطُهر ، سَكنَ فيّْ كَما سكنت أنتْ ، ولكنَّ الفرق ، أنَّك بقيت رغم رحيلك ، و هو رحل رُغم بقاءه !

يُقال " المرأة إذا كرهتْ بجنون ، فهي كانت تعشق بجنون " ، أيُمكن أنْ أفسِّر كُل ذاك الكُره المُترجم إلى غيرة لرجلٍ واحد ، رجم قلبي بخيانة مُؤقتة ؟ ضحَّى بأمٍ سهرت بمرضه ، وزوجة كانت الأجْدر بكلِّ شيء ، وطفلة داعبت أنفه متى ما شعرت بالاحتياج والرغبة ، لأنَّه كان لها الأب والأخ والصديق وحتى الزوج والحبيب .

أمِي ، وصلتُ إلى مرحلة أنَّ المجتمع والناس أصبحوا يلوكوني في فاهِهِمْ ، دَثريني بعينيكِ ، احْميني أقلَّها من هذه الحياة ، أرْجعيني مرة أخرى إلى رحمكْ ، خُذيني ما بين قلبكِ وأنفاسكِ ، كفِّني حرفي الذي لم يُعد يكتب عن سواه ، ها هُو بسببه ، أنا الآن وَحيدة ، أبْكي مُعتزلة ، نظرات النُاس تقتلني ، لم أعُدْ قادرة على المُثول ولا المُكوث ، أنا بحاجةٍ إلى أحضانكْ ، إلى تكفيفكِ حُزني ، وتلمُّسكِ بطريقة حانية على ألمي ، أنا بحاجة إلى أن تمرري سبابتكِ على قلبي ، وأن تُحركِّي خُصلات شعري لأتوكأ على سَفح خيالاتكِ التي تُغنيني عن كُلِّ شيء يخصه ، أمي ألن تعودي أنتِ وأبي ؟ أمُتأكدة أنَّكم لن تعودوا ؟ ألا تُريدون العودة إلى هذه الحياة ؟ إذاً ، خذوني ، فلا حمد هنا ، ولا حتى زوجي ؟ فلمن أبقى ؟

كانت ليلة مليئة بالخذلان والهزيمة ، أستقل جريدة الصباح في المساء مع كوب من قهوة الحُزن السوداء ، اقرأ عناويناً كثيرة ، فتجذبني تلك ، التي تتحدث عن حاشية القدر وبُكاء النساء المُطلقات ، ليس البُكاء على أزواجهن بل خطيئة الزواج ووزر الزوج ، ودناءة المجتمع ، يبكون الفراغ القاسي والأسرار المُخبأة بوحل السواد ، تمضغني فكرة الطلاق من بعدك ، فلم أعد أميز بين رائحتي ورائحة دخانك وعطر حمد ، انحنى قلبي هذه الليلة ، وأنا أخط تلك الأحرف بسبب إحداهن حين قالت بصوتٍ جهور " سرق منكِ ماء عينيكِ وأهداه لصديقتكْ " ، هل أبكي الأخريات ؟ أم أرثي حال النجوم البالية التي تقطن في سماء صدري ، أنام طويلاً وفاهي مشرعة أبوابها على أوسعه ، وأتلوى كالثعبان تماماً ، وأموء كما تموء القطة ، وأبكي كبكاء طفلٍ رضيع يحتاج إلى صَدر أمه ، مَخذولةُ تماماً أنا ، ففارسي كان أقسى من الذئاب ، ألتهمني وأنا بوجع حمد كنتُ صماء بكماء عمياء .

لم أتجرد من النسيان بعد ، لأقُول بأنِّي كرهته كما تَكره النساء ، بل كرهتُ سذاجة المُجتمع لنظرتهن إليْ ، كانت لأصابعي أحاديث سرية ، فكانت تبكيك على الورق ، كان القلم يأن من مسكتها ، أمَّا الأمل فكان مشروع فاشل فيّْ ، لحظة صماء وشعور لا يُنطق أبداً ، ومشاعر لا تُستساغ كذلكْ .

بغيابكَ المُتعمد ، وقُبولي لفكرة النهاية أدى للكراهية بيني وبين البشر ، نشر في جسدي الحقد لصديقاتي ، فهن يتكلمن عنِّي بالسوء ، لا أحد ينظر إلي كإمرأة مُتحضرة أبداً ، لم تعد لدي صديقات ولا أهل ، أوقعتني بحفرة وتدحرجتُ إليها دون حواس والكل من حولي يتضاحكون / يتهامسون وينظرون !

أضحى جَسدي باهتاً من كلِّ شيء ، أصبحتُ كالعمياء التي ضلَّت طريقها ، أجُوب الظلام لأبحث عن شَيء لا أدري ماهيته ، فالصمت المُطبق على رؤوس ما اكتب يحتاج إلي بلا عمر ولا براءة ولا حتى خبث ! يجب أن أكُون في طور نمو الكُره والنسيان .

كان يجب أن أبلغ سن النسيان مُبكراً ، حتى لا يخترقني فيروس الناس ، حتى لا أقع عند مطبة غادر فيها هو ، وبقيتُ أنا والناس حولي متجمهرين ، من أقصى الذاكرة أردتُ أن أمْلك في داخلي ألف وجه و في خارجي أقْسم بأنِّي لن أعُود مُجدداً ولو لفكرة تخطر علي نحو نسيانك ! ولم أستطع .

أضعف ما نكون حينَ نشعر بمشاعر صادقة ، يتلمسها الغرباء فينا ، ويتشبثون بها ، و القريب بلغ سن الرشد من الغباء والتجاهل و ابتعد ، لا زلتُ أطرق أبواباً من الكم الهائل لشوق صغير نبع في داخلي ، ولا زلتُ أشتم رائحة بداية نسيان له ، وتجاهل لهم !

ألا يُمكن للمطلقة أن ترى حنين الشمس من جديد يدخل بين ستارة غرفتها ؟ ألا يُمكن للأمل أن يطرق أبواباً موصدة من حديد الهلع والخوف والعزلة ؟ ألن ينظر الجنين المحتمي بإنكساراتِ حرفها إلى مُستقبل والدته ؟ ألن تخترق السعادة سلسلة الجُروح المُتراكمة تحت سؤال واحد ( هل لازلتِ بخير ؟ ) .

من رحم الوجع ، وُلد إحساسي بالضياع ، ريح النسيان لا زالت تُحرك شُجيرات من الذكرى تنتحب في صدري ، فدخان أشباح الناس أخترق رئتاي وها هو يستل إلى باقي جسدي ، ورياح الصفاصف تشتد في نفسي ، وأبقى ملازمة لفراش المرض ! بسبب أفواهٍ أبت أن تصمت ، وقلوبٍ رفضت أن تصفى ، وعقولٍ عجزت عن طور التطور وفهم الطلاق من مفهومٍ آخر ، بعيد عن عجز المرأة ، وإهمالها .

كنتُ شَغوفة في شتَّى المجالات ، أحاول التنبؤ بمَ يمكن أن يحدث ، ولكنِّي أراني أتحدث عن المِحْور ذاته ، فثمة شيء لا يُريد أن يتعلق بقلبي الشقيُّ به ، ولسان المُجتمع الذي يُصبحون ويُمسون بي ، فقد خان حمد دربي ، وسالم قلبي وجسدي .
مَشنوقةٌ بالحَرف والحُب والدُروب !
وبعدْ ؟
دوني ودون والدايْ وزوجي وابني ، أنا لؤلؤة سوداء ضاعت في دهاليز الأماني القاصرة ، والأوهام التي وأخيراً تبددت من بعدِ سرابٍ مُتقن بواقعٍ مرير .

بِئسَ الحُب وعار المُجتمع وكفى !

السبت، 19 مارس 2011

لَذعة الإعْتراف

مَا هِي الأشْياء التِي قدْ تُخلِّف أمانِي عاقرة ، تُولدُ غضباً في داخلناْ ، تُهْدَر مِن أفْواهِنا ، وتَنْدثر تحت قُبور أقلامِنا ، تَدمع العينْ ويُدمى الفُؤاد لأنَّ جفني احْترق وطويتُ صفحة الأمَل ، كُنتُ كأيْ نبتة صغيرة تُريدُ أنْ تُسقى وتنمو ، تُريد أن يكبر جذعها ويشتد عُودها ، أن يحتمي الناسُ تحت ظلِّها ، وقد كنتُ كأي طفلة تَحلمْ باقتناء جَناحِينْ مِنكَ يا عُصفور ، أنْ أشرب كوباً من القهوة فوق الغيوم ، واكتب وأنا أداعب ميلاد النُجوم ، كنتُ أخبئ احتمالية أنَّ احتراق تلك الأحلام قد لا تُجدي نفعاً ! كُنتُ تلك الأنْثى التي مَضت بذكرياتها وهي تُرددْ تأخرتَ عَلَيْ يا حُب ، تهتُ بين شطآنِكَ يا عشقْ ، كنتُ أدندن بآمالٍ مثقوبة ، أحلم برجل يُمارس حُبَّه بطريقة مختلفة ، بطريقة هادئة وغجرية في آن واحدْ ، أن لا ينتظر من الأزمنة شيء ، أنْ يجعل من الأطراف الرمادية نوراً يحتكُ بريقه بنا ، أن لا يقف على الطريق فقط ، بل يُغني بارتياب ويرسمني لوحة ملمسها مشاعر ، ولونها حالك كالدموع التي نمت في عيني ، صوتها قصف حنجرتي المليئة بلذعة الاعتراف .


ها أنا اليوم اعتكفتُ لترتيب أحلامنا ، لم أعلن حبي لأحد سواه ، لم أتكلم عنه أبداً ، تَركتُ أمانِيْ مُرتَبطة بتلكَ التُولب الحمراء ، كُنتُ أحَركْ أصابعي بسلاسة وهُدوء لأقطِف الورقة تلو الأخْرى ، لأرددْ هل هُو مختلف عنهم ؟ أم مثلهم بالكذب والنفاق ؟ كنتُ أقيس حُبَّه ليستحوذ على الأماكنْ الفارغة من الخيالْ ، وفي ذاكْ الوقتْ سمحت ليدي أن تُمَررْ على بُؤرة واحدة من قلبه ، وصلتُ إلى عُنقه فتعجلتُ باختراع زمن ذا زاوية لا لون له ، وطاولة على سبيل التغيير ، أن نقوم بأشياء مختلفة تماماً ، كأن نحتفل بيوم الحب في غير يومه ، وأن نتراقص على يوم الورد في يومٍ أهديتك فيه وردة ، وأنْ نغنِّي في يوم الألوان ، لنسبح في بركتها ، ونتبادل روعتها ، لنبدِّل حمَى الغرابة باستقرار الماء على نهر العواقب ، أن نتراشق رغباتنا ولستُ مسؤولة إن قضمتُ تفاحة أحلامك بعد ذلكْ .


أحُبهُ قد لا تكفي ، ففي جنوني لذة الانتظار ، وفي عقلانيتي رغبة اتهامه بالسرقة ، لم يكن له اسماً محدداً ، فربما فرح كتلك الرزمة التي منحني إياها وأدخل الفرح لجوانب حياتي ، وقد يكون لون ؛ لأنَّه أعاد ترجمة حياتي من جديد ، وقد يكون حُب لأنَّه علَّق أحلامه فوق كتفي ، وقد يكون شوق ؛ لأنَّه جلس قبالتي واستهلكَ قلباً وقبلة ، وقد يكون آمنة ، لأنَّه أحس بقيمة الحرف ، وانساق حتى هذه اللحظة وقال ( أنا هُوَ أنتِ ) ، ورسم طموحاته على جبيني ، و نحت أهدافه وبعثرها على قلبي ، وكأنِّي أنا تلك التي تدرس وتعمل ، دون مخاطبة أحد ودون إزعاجهم .


قَدْ تَلْتَقيْ الأرْواحْ ، وقَد تَلتقي الحُروفْ ، ولكنْ ليْس مِن الضَرورةِ أبداً أن نلتَقي مُجدداً عِند ذاكَ المُنْعَطفْ ، لازلتُ أشيِّعُ مَعكْ علاقَة لَمْ تَكْتَمِل إلى الآنْ ، رُبما صَفُحة وُشِمَت بحرفْ ، ورُبما شاطئ بلا مواعيدْ ، والاستحالة أنْ تَكون حِكايَة مَنْسُوجة النِهَايةْ ، وقبل النِهايَة لابُد مِن توقيعْ لتفاصيل صغيرةْ أضْحَت أطْول عُمراً لبعض التأويلاتْ الكاذبةْ .

إليكَ يا صَاحِبَ بَوحيْ ، كَمْ كُنت أحُب صباحاتِي المَوشومةُ بكْ ، كم كنتُ أستمتع برشفة الحُب التي تسقيني إياها عند صَحوي ، كنتَ تَمزج لذة الحُب والعشق في ذلك الصَباح ، كُنت ألمح الحُب بين عينيكَ يا رجلي ، كُنتَ مدينتي المُختلفة بكل شيء ، فدائماً ما تكون للبدايات لذة ، وللنهايات نكهة ، ولكن بدايتكْ لا يُمكن للقدر أن يَمُحوها مِن الذاكرة أبداً ، ولن يجرؤ الزمن على مُداعبتكْ في حضرتي ، ولن تستشعر طعم النهايات بتحرشكْ لصمت الصباح ، فكأنَّك تشي بسر النهار في حضرتي .


جنونكَ الذي بات يُحاصرني ، كُنت هادئة وأنا أتأمل زهرة بيضاء أعطيتني إياها في ذلك المساء ، قلبتَ الكون كُلَّه فوق رأسي ، اخترنا بحب أن نجعل من أطيافنا ملجأً لكل عاشق ، صادفنا تلك الصور التذكارية التي تتهيأ لإعادة كلماتنا ورميها في موقد النار ، صفحاتٌ تنادينا ، تستشعر العشق العالق بين ثنايا ثيابنا ، يحاول الشيطان إغواءنا ، يُبلل ريقنا بصوت بعضينا الدافئ ، فتهمس لي بعمق " تجعليني أفْرز بعضاً مِن إفرازات الهُدوء ، وتجعلين كُل الهزائم بنظري انتصارات رغم الساعات العتيقة التي نقضيها سوياً "


بعد فترة من تلك الأحلام التِي زُرعت في دواخلنا ، مِنْ ضَجيج الصَباحْ وهُدوء الليلْ ، مِن جَمال المَساء وأغنية تَبُوح لنا بالمَشاعر ، وقصيدة تَشينا بالكلماتْ ، إلى جُرح غيابْ ، وريح طغاة ، إلى وَجع لا يُغتفر يا سَيدي ، إلى طُفولة اُنْتُهِكَت ألوانها ، ومُراهقة مَارستْ جَبروتْ الانتماء ، إلى حريق سنينْ مكث في نفوسنا و كابر وابتهل ، وغُرور حُزنْ غرَّد نذير شُؤم وارتحلْ ، و كَبُرَ صَدرُ الوَرَقْ وصّلى ! تباً لشغب القلم ، وسَغب البُؤس ، تباً أخرى لأنفاس عانقت صدرك ، ومشاعر ضاجعت قلبك ، و حُروف عَلِقتْ بحُنجرة السَماء وتناثرت هجراً وفراقاً وغياباً وارتحالاً .


بأعْلى صَوتْ الصمتْ كُنتُ أبْكي ، وبأدْنى صَوتُ فيروز كُنتُ مشهداً لا يُرى إلا بالعراء ، كُنت ثياب ابتسامة ترتديها شفاهي متى ما أطفأتَ أنتْ سيجارة الفراغ في قلبي ، وحيدة داهمني الليل حينها ، رتبني القمر تبعاً لِلَحنِ غَزل والدي بوالدتي ، كلمني شوقي كغيرةٍ صحت بين صفحات إحدى الرواياتْ ، بعد سنين من الانْتظار ، بتُ أتحسس بعض من معالم جَسد الأبْجدية التي تخصكْ ، وكأنَّ كَرب الجُنون أصابها ، ومرضَ العشق عرَّى ظَهر قلمي وجعلني عارية أراقص أطفالاً أنجبناهم بخيالنا .


لم أكُن أنا ذاتها حين جئتكَ مُهرولة أراهنكَ على نزف ابتسامة مِن شفتي ، وضحكة مَساء خذلتنا ، و رصيفٌ يتفرج على انتصار القدر علينا ، أينَ وُعودكَ يا شرقي ؟ أين شهقاتك تلك التِي علت عند سماعكَ خبر خطبتي ؟ أين حمامكَ الزاجل الذي حطَّ فوق شباكي لأطْعِمَهم مِن نبض قلبي ، وحرف رسالتي لكْ ، أينَ احتضان قلبك لجوفي ؟ وأينَ صوتكَ الدافئ لمسامات فَمِي وأُذُنِي ! لا شهوة كتابة تعتريني ! ولا كذبكْ في تلك المقولات التي كنت ترددها على مسمعي كلَّ ليل يُفيدني ! ووجه السؤال الذي تاه بين وُجوه المناديل ( موصدة الأبواب في وجهي ، فأين مفتاح الصدق الذي نزف غيابكْ ) ؟


صدقني لم أكن غامضة في شيء ، لم أكن خالية من الحنين ولا مغتربة بتلك الطرق ، لم أطالب بالمستحيلات السبع ، طالبتُ بتلك الكذبة التي لطالما صدقتها وآمنتُ بها ، طالبتُ بقصاص الحب ، بأن أرمِّمْ سراب تلك الأسطورة ، بأنْ أحُب وأعشق ، بأنْ نحوي بعضينا ، ومن شدة الامتلاك نشعر بأنَّ أنغام الليل تنسكب علينا بعفوية متمرسة ، لم أكن أطالب بإخفاء نظراتنا ، ولم أرغب بفصول متراكمة من مجهول يمتلئ بي وأمتلئ به .
وها أنت أصبحتَ حقيقة ذات يوم ، وكأنَّني للتو وُلدت ، وكأنَّك أمسي وحاضري وغدي ومستقبلي كذلك ، تهتُ بالزحام معك ، ولمع وميض الحب ليبزغ ضوءاً اعتكف اليقظة ، كنتَ بلا تكاليف ، شرقيٌّ متدرج ، كنتَ مختلفاً عنهم بكل شيء ، كنت تغفو بحضني متى ما شعرت بحاجتك إلي ، وكنتَ تتناول صوتي متى ما شعرتَ بالنعاس ، كنتُ أضمك كطفلٍ تواجد في رحمي ، ونمى بين أحشائي ، كنتَ تمشي بين أرجائي ، تنعشني بمشاعرٍ عشوائية ، لم تُعكر صفو يومي أبداً ، قتلت شعوري بالماضي ، نحرتَ حُزني وألمي ، ضُقتَ ذعري وادخرت خُصوصياتي .


ظلِّي اتكأ على قُبلةٍ قذفتها بشفاهكْ وها أنتَ تَهوي بي إلى قُعْر الجحيمْ ، كَم اشتهيتُ السُقوط فيك وليس السُقوط في وَحِلْ صُنع الأحلامْ ، كَم تمنيتُ أن ألتقي بتلك الساحرة التي تُحقق أمانينا ، لأقُول بأنِّي خُلقتُ مِن ضلع أعْوج ، فأنا إذاً احتاج إلى حُضِنه لأُهَدْهِد صَدري ، ولأهَسْهِس بقصص ما قَبل النَوم ، لأكُون لوحة بيضاء أرْسُم فيها ما أشاء ، ولأهرب إليكَ حينَ أنفض قميصي الذي دسستُه ذات مساء تحت وسادتي ! وأبْقى عالقة على وجهٍ بائس وكذبة مُفتعلة اسمها الحُب الصادقْ !


نعم كنتُ أنثى استثنائية بكلِّ شيء ، بقلمي الذي تاه بين عينيكْ ، وقلبي الذي بات يُردد هات يديكْ ، و روْحي التي باتت تنتحب تناديك لتطرق باباً يستقبلكَ به والدي فيُمطر الحُب علينا زواجاً يُكلَّلُ بجيدٍ مِن ذهب لا ذبحة صدرية ، كنتُ أمضي وأنا أقُول خذ تفاصيلي وامنحني طفلاً جميلاً منك ، خذ قلبي وكن أغنية تترنم على شفاهي ، فأتوسد يديكَ كلَّ ليلة محاولةً النوم ، فأكذب لأغْمض عيني وأنا أتلذذ بقربك ، حتى وإنْ لم يمنحنا القدر ما نُريد ، يَجب أن نلتزم بفكرة الوفاء عند الرحيل ، و انتظار الصدف عند الزوايا المشرقة ، أن نبتعد عن الظلمات لكي لا تكسونا حُزناً ، سيديْ نهاية حديثي أوْصيكَ بالحُب لأنَّ العُثور عليه أشبه بتلك الحجارة المرمية بوسط البحر فلا تهرب منه إن قدسناه وإنْ لَوْحْنا للسعادة في حضرة الغيابْ ، فرغم السنون التي تُرسم على وجهي إلا أنِّي كلما حاولتُ النهوض مجدداً وجدتني ساذجة ، أمنِّي نفسي بأنَّك حتماً ستعود ، فإما تطرق باباً وإما تقف عند زاوية الإخلاص لتنتظر سماح القدر لنا بالاجتماع ولكنَّك يا أنتْ ، ترفضني بكل تفاصيلي مذ أخبرتك عن رغبتي بالارتباط بكْ ، وكأنَّك أردت وطناً لن يكتمل أبداً ، وجوع شوقٍ لن يشبع ، و ظمئ غياب لن ينتهي ولكنِّي سأعترف لكْ بأنِّي باقية لا محالة .




بالمناسبة : أحُبكْ .

.
.



الأحد، 13 مارس 2011

رسَالة طَليْيقةْ

أنَا الآنْ أقِف فِي امْتحان جَديد ، حَتى أنِّي فتَحت هَذه الصَفحة وبدأتْ بالكتآبَة وأنا لا أعْلم ما أخُطه ما أعْلمهْ ، بأنِّي فَقط ، أرُيد الكِتابةَ عنه ، وكأنَّه شَيء مُبجل بالنِسبة لِي ، إلا أنَّ هُناك قُيود خَانْقة تَخنقْ أحْرفِي ، ولا تَستطيع أنْ تُسطر ما يُميله قَلبي .

أرُسل رسَائِلي عَبر الخلوي هُناك ، فِي كُل صَباح أحَاول أنْ أكُون مُتواصلة مَعه ، لَ ربُما اشْتاق لَه وبِ شدة ، ولكنِي لا أبْكي لِ فراقه ، اشْتاق لأنْ يكَون مَعنا ، رُغم أنَّه بالطَبيعة لا نراه سِوى [ بالخَميس والجُمعة } فَ يَعود فِي السْبت ويرتدي ثَوب الغياب مِن جديد .

لا أعْلم ، ولكنَّها رسَائِلة طَليقَة ، فَككتُ خَجلي بالهَاتف وبالرسَائل تلكْ ، أخُط لهَ " بأنِّي أحُبه حباَ جماَ " ، بأنَّي " اشتْاق لهُ كثيراَ " ، وكأنِّي تخليتُ عَن مُقتنياتْ خَجل الفَتاة أمَامْ الرجَل ، أياَ كانَ هُو .

اعْترف يا قَلبي ، بأنَّك لا تَستطيع العْيش دونُه ، بأنَّه هُو مَصدر راحْتك ، فإنْ رأيتَ ثٌغره يتَمدد ، فأنتَ تضَحك وكأنَّ الحَياة قَد مَنحتكْ الراحةَ المُستمدة فَقط منه .

لَقد قَابلتهُ فِي بِداية طَريق الحَياة ، وكأنَّه خُلق لِي ، خُلق لِ يُلبي طلباتيْ ، خُلق لِ يُزيل أحْزانِي ، خُلق لِ يَمنْحني مالَم يسْتطع أيْ رجَل مَنحه للفَتاة .

لَيتنْي كُنت فَقط عُصفوراَ مُطلق الجَناحيْن ، لا أرُيد شَيء سِوى أنْ أكُون عُصفوراَ ، أجُوب السمَاء دونَ خوف ، أطَيرُ بينْ ثُغراتهَا فأقِف مِن بعَيد ، لأراهْ واطمْأنْ عليه ، أراه فأبتسَم لِ رؤيُته .

أخَافُ مِن فقدانَه ، أشْعر بِ خوف شَديد دائماَ ، فدائماَ ما أتَمنى أنْ أرحْل مِن هذهِ الدنيا الباليَة ، قَبل أنْ يٌصادفني خبر رحيله - بعيدْ الشر - ، فَ لو حَدث ما لَم أتْمناه ، صَدقوني بأنِّي سأمُوت وأرتْدي زيْ الظلامْ ذاكَ !

دائماَ ما يُرددون فَتياتْ عائلتنا ويهْمسون بأذنيَّ و يتناقلون بأفواههم لأمهاتهن " نتمنى لَو يمْنحنا الله رجلاَ مثل حَسن " ، وكأنُّهم يَحسدوني ويحْسدونها على هذه النِعمة ، كُنت لا أظُنني سأرى رجُلاَ نفسه ولازلتْ مُتمسكة برأيي ، فَ ليس هُناك رجلاَ فِي هذه الدُنيا بِ نظري هُو نَفسه . .


أتَعلمُون مَن هُو ؟
هُو " والْدي " . . اعْتذر وبِ شدة
حَاولتْ الكتابَة مراراَ عنه ، إلا أنَّ دائماَ حرفي يَخذلني
فأغْلق الصَفحة مِن جديد ، فأعلمْ بأنِّي غير قادرة على الكتابة
حينَ رأيتْ ما خَطه لِي بِ ذاك " المسجْ " كيف مدَّد حرف " اليَاء "
شَعرتْ بِ حنيني لِه . .


صَدقوني لَيس هُناك رجلاَ مثل والدْي
: )





هَمسة
" كُلٌ منَّا يَرى والدهْ بِ نظرة ، ولكنِّي أرى والْدي
العَالم بأسْره / أراهْ بِ عيني حيث لا أرىْ رجُلاَ
يُضاهيه
"






كُتبتْ فيْ
08-08-2010, 09:29 PM


السبت، 12 مارس 2011

ليلة البارحة

كُنتُ مُختلفة كُلياً ليلة البارحْة ، كُنت أمْشي على أصَابع قَدمي خشية مِن إيقاظ مَشاعر نائمة ، مُتلحفة أنْفاس الكثيرينْ في داخِلي ، كُنت أبْكي بِخُفوت شَديدْ خوفاً مِن سَماعِي وسُؤالي بعد ذلكْ ! إلى صَاحِبُ اللطُف ، قَد حدث وإنْ تَركتُ الجميع لعينيكْ ولكنْ أمْهلني رُبع حُب لَتركتُكَ في هذا العالم المَجْنُون ورحلتْ دونكْ ولوشَمتُ جُبنَ الأيام على جبينكَ ، فلا أحد يعرف معنى الثرثرة سواي ! ولا أحد أتقن الغرور والكِبر سواك ! وكلانا عالمٌ مَجُنون شَهي بالشهقات !

بحاجة إلى الكثير !

//



بحاجَة إلى اسْتراحَة عَلى ترانيمْ المَساء ، بحاجة إلى هُدوء دون صَخب الحياة ، بحاجة إلى الرحيل دون العودة أبداً ، بحاجة إلى السفر وحيدة ، كثيرةٌ هي فُصول الأحزانْ ، ولكنَّ نبتة الأمل لا زالتْ تُزرع في دواخلنا ، بكيتُ وأنا أفتح إحدى ملفاتي في الحاسب الآلي ، وإذا بي اقرأ للعضوة وديانْ ، كتبتها في عام 2009 كما كتبتْ ( حبان لا يجتمعان في قلب العبد المؤمن حب القرآن مع حب الغناء فالقرآن الكريم كلام الله والغناء مزمار الشيطان والفاصل بينهما جنّة ونار فأيهما تختار ..؟؟!! جنّة الرضا أم نار اللظى ) ، سأعْتزل نَفسي ! بحاجة إلى الإنْبطاح على العُشبْ والبُكاء مُطولاً في حضرةْ الصمت ! كُنتُ أريد معرفة الحُب والسُقوط فيه ، ولكنِّي الآن لستُ بحاجة سوى إلى الحياة بألوانها العذبة ! أرُيد عودة آمنة كما سابق عهدها ! فليس هُناك أسوء سوى انتحار الدفء في دواخل أجسادنا وتعرِّينا مِن الفرح الغائب !